علي صفا
غداً، موعد جمعية عمومية لأندية كرة لبنان، 146 ممثلاً، بهدف البحث وتعديل أنظمة جديدة لبطولات الموسم.
غداً، يتوالى الحضور، فرصة للقاء العائلة الكروية بعد الحرب، سلامات وقبلات، وإشارات وكاميرات تلمع، وشلة هنا وشلة هناك، وتجنب مصافحة أشخاص... وأعضاء اتحاد التوافق يجلسون مع بعض بآراء ونوايا مختلفة «ديموقراطية»!
وتبدأ الجلسة: عرض بيانات، ترفع الأيدي، موافقون، ثم يبدأ الجِد. ندخل في تطبيق الموسم وأنظمته وأجانبه ومواعيده، ويبدأ الجدل بهدوء ثم أعلى فأعلى حتى يصل إلى السقف وربما... يختلط الحابل بالنابل. لن نكمل تخيّل المشهد لأننا سنتفرج على الباقي.
وقبل الفرجة يسرنا أن نذكّر ونتساءل ونطرح بعض الآراء المتواضعة:
هل يقتنع معظم الحاضرين بأن كرة لبنان تمشي بشكل معقول أو مقبول أو مفيد؟
هل تحضر الجمعية العمومية للعمل أم للجدل والمناكفة؟ وهل فعلاً تؤخذ الأمور بآراء الأكثرية، حسب تساؤلات البعض، أم بفرضها أو بعد دراسة وافية؟
هل يحمل أحد في الجمعية العمومية أو من لجنة الاتحاد مشروعاً متكاملاً لتنظيم اللعبة عندنا، من تواقيع اللاعبين إلى تحديد سقوف الأسعار، إلى ضبط وضع الأجانب فنياً ومادياً، إلى تحديد عدد اللاعبين الذين يحق لكل ناد ضمهم موسمياً من الأندية الأخرى، إلى سبل جذب الجمهور إلى الملاعب، وجذب شركات الرعاية للفرق، إلى تطوير النقل التلفزيوني وتسريع دفع مستحقاته للأندية، وصولاً إلى التفكير في نكهة «الاحتراف» الذي سيفرض بعد عامين، أو نبقى على هامش البطولات الآسيوية، فإلى البلوى الكبرى المتمثلة بربط الأندية بالحبال السياسية وبكل فخر(!) فيما الكل يشكو ويطالب بفصل الرياضة عن السياسة ومخالبها ؟
هل سيطرح أحد هذه الأمور أو خطر في باله أن يقترب منها؟
هل فكر أحد بالجملة التي قالها الأمين العام: «نحن في لجنة الاتحاد منذ سنة ندير أزمة كرة ولا ندير الحلول»! وهل يحمل أحد منكم أية حلول؟
غريبةٌ كرة لبنان وجمعيتها العمومية. معظمهم جاء ونال مركزه بالسياسة والطائفيات ثم ينتقد السياسة والطائفية ويستنكرها من «شلة الأولاد» في الملاعب!
كرة البلد تشبه سياسة هذا البلد. كرة بلا تخطيط ولا نظام ولا برامج تطوير، وكلاهما منفوخ وسينفجر.
غداً، قد نجد كل شيء في الاجتماع ما عدا... كرة القدم اللبنانية.
وكل عمومية وأنتم بخير.