غالباً ما يعدّ المنتخب الأولمبي لكرة القدم في أيّ بلد منتخب المستقبل. فيه جيل من اللاعبين يتوقّع الجميع أن يخلفوا اللاعبين الكبار في المنتخب الأول بعد اعتزالهم. في لبنان، لا يخرج الاتحاد اللبناني لكرة القدم عن هذه القاعدة، وبالتالي هناك اهتمام بهذا المنتخب عبر تعيين مدرب أجنبي له هو البرتغالي ميغيل موريرا، أولاً لأن لاعبيه سيكونون عماد المنتخب الأول بعد فترة، وثانياً بسبب الاستحقاق الآسيوي الذي ينتظر المنتخب في أيلول المقبل، وتحديداً بين 4 و12 منه في السعودية حيث ستقام تصفيات مجموعة لبنان المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا العام المقبل في قطر. وسيلعب لبنان مع السعودية وكمبوديا ومنغوليا، حيث ينص نظام التصفيات على تأهل أول المجموعات الـ 11 وأفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثاني ليصبح العدد 15 منتخباً ينضمّون إلى منتخب قطر المضيف للمشاركة في كأس آسيا لهذه الفئة.انطلق مشوار المنتخب الأولمبي مع موريرا قبل خمسة أشهر، حيث كان هناك العديد من المعسكرات والمشاركات، كان آخرها البطولة العربية في الجزائر وقبلها بطولة غرب آسيا في العراق. المقارنة بين المشاركتين تعطي فكرة عن حال المنتخب قبل الاستحقاق الآسيوي المقبل، وخصوصاً أنهما جاءتا خلال فترة وجيزة وبالتالي يمكن اعتبارهما مؤشراً لتطور المنتخب.
لا شك أن من تابع البطولتين لمس تحسناً في الأداء اللبناني، بعيداً عن النتائج. «الأخبار» تحدثت إلى المدير الفني للمنتخب ميغيل موريرا للوقوف على رأيه في مشاركتَي منتخب لبنان الأولمبي في الدورتين والفارق الذي لمسه خلالهما.
«هناك أمرٌ مهم بأن مستوى المنتخبات في البطولة العربية في الجزائر مختلف من ناحية الترتيب عن منتخبات غرب آسيا، وخصوصاً منتخب الجزائر صاحب الضيافة الذي يُعدّ من أقوى المنتخبات في قارة أفريقيا» يقول المدرب البرتغالي. «الأمر الجيد أننا لعبنا مع عُمان مرتين في غرب آسيا وفي البطولة العربية، وبالتالي هي فرصة مناسبة للمقارنة على صعيد أداء اللاعبين.
يخوض المنتخب الأولمبي تصفيات آسيوية في أيلول


في العراق، كان المنتخب اللبناني منظّماً، لكن كانت هناك مشكلة تكتيكية تتعلّق بقدرتنا على الاحتفاظ بالكرة وصناعة الفرص. هذا الأمر تطوّر في الجزائر، حيث أصبح المنتخب منظّماً وقادراً على الاحتفاظ أكثر بالكرة وخلق فرص. فنحن حصلنا على تسع ركنيات في المباراة الأخيرة أمام الجزائر (خسر منتخب لبنان 0-2)، لكن بقيت المشكلة في التهديف.
هذه مشكلة واضحة في المنتخب الأولمبي. فنحن لعبنا خمس مباريات ولم نسجّل سوى هدف وحيد وجاء من كرة حرة. وهذا مردّه لسببين: الأول عدم كفاية الانضباط التكتيكي للاعبين على أرض الملعب، والسبب الثاني عدم وجود لاعبين من مستوى أعلى لتقديم أداء مختلف»، يضيف المدير الفني البرتغالي لـ«الأخبار».
لكن هؤلاء هم لاعبو الدوري اللبناني، فمن أين سيأتي المدرب بلاعبين من مستوى أعلى؟
«نحن وصلنا إلى مرحلة أن المنتخب أصبح منظّماً بشكل جيد ويعلم لاعبوه ماذا عليهم أن يفعلوا على أرض الملعب. وبالنسبة إلى السؤال عن اللاعبين، هناك نقطة مهمة وهي أن المنتخب الأولمبي شارك بغياب عدد كبير من اللاعبين الأساسيين الذين كانوا مع المنتخب الأول وهم: علي الحاج، محمد صادق، مكسيم عون، حسن سرور، علي شعيتو، محمد الحسيني (المصاب)، عبد الرزاق دكرمنجي، محمد ناصر (مستبعد مسلكياً). ولو كان هؤلاء اللاعبون معنا في الجزائر، إلى جانب التطوّر الذي طرأ على المنتخب تكتيكياً، من المؤكّد أن النتائج والأداء كان من الممكن أن يكون مختلفاً» يجيب مدرب منتخب لبنان الأولمبي ميغيل موريرا.

افتقد المدرب موريرا العديد من اللاعبين الأساسيين الذين كانوا مع المنتخب الأول

نقطة أخرى كان يجب الاستفهام عنها من المدرب البرتغالي وتتعلّق بمركز حراسة المرمى، ومن لفت نظره من اللاعبين. فالحارس رامي مجلّي، الذي برز اسمه بشكل كبير مع منتخب الشباب، لم يقدّم الأداء المطلوب منه. فما هي الأسباب وما رأي المدرب؟
«نحن نراقب ونمنح الفرص لحراس المنتخب كي نستطيع أن نحدد من سيكون الحارس الرقم 1 في أيلول خلال التصفيات الآسيوية. ومن الأمور المهمة أن نشاهد الحراس في بيئة ضاغطة، وليس هناك أفضل من المباريات الرسمية. الحارس هادي كنج شاهدناه في ثلاث مباريات، حيث كان جيداً في واحدة، وغير موفّق في اثنتين. والأمر عينه ينسحب على مجلّي الذي قدم أداءً جيداً أمام إندونيسيا، ولم يكن بالمستوى المطلوب في مباراتين أخريين. سنتابع الحراس في الدوري المحلي، ومن بعدها سنحدد من سيكون الحارس الرئيسي في أيلول. أما بالنسبة إلى من تميّز في البطولتين، فأودّ أن أذكر القائد محمد حيدر الذي قام بدوره بشكل كامل وكان أحد أفضل لاعبي المنتخب اللبناني» يقول موريرا.
ماذا الآن؟
«سيذهب اللاعبون إلى فرقهم وسنتابعهم في الدوري اللبناني، كما سأتحدث مع مدربيهم في الفرق اللبنانية للحصول على مساعدتهم كي نستطيع اختيار الأفضل للتصفيات، حيث من المفترض أن تعاود تمارين المنتخب قبل أسبوعين من انطلاق المنافسات» يختم المدرب البرتغالي حديثه لـ«الأخبار».