داكا | لم تكن المباراة الأولى للبنان أمام فلسطين في التصفيات الآسيوية – المونديالية سهلةً، ولن تكون المباراة الثانية المرتقبة اليوم أمام بنغلادش سهلةً أيضاً، وهو ما ردّده المدير الفني الكرواتي نيكولا يورسيفيتش أمام لاعبيه وأيضاً أمام وسائل الإعلام في المؤتمر الصحافي الرسمي عشية المواجهة.ولعل اللقاء الذي جمع "رجال الأرز" بالمنتخب البنغالي في كأس اتحاد جنوب آسيا في حزيران الماضي، وانتهى لبنانياً بهدفَي خليل بدر والقائد حسن معتوق، هو المثال الأبرز على صعوبة لقاء اليوم، إذ إن أصحاب الأرض يعرفون تماماً إمكاناتهم الفردية في ظل عدم وجود النوعية الفنية في صفوفهم، لذا هم يلجأون الى الاحتكاكات والاندفاع البدني لترهيب الخصوم، مستفيدين من نقطةٍ أساسية وهي قدرتهم على الضغط من خلال الجري طوال الوقت تقريباً.

يلعب لبنان مباراته الثانية في التصفيات اليوم الساعة 13:45 بتوقيت بيروت

مسألةٌ تجعل حسابات يورسيفيتش مغايرة عن تلك التي قام بها في المباراة الأولى، وخصوصاً لناحية تأمين أقوى اللاعبين لياقةً وجسمانيةً. ففي الشق الأول، بدا أن بعض لاعبي المنتخب شعروا بالتعب في الشوط الثاني من المباراة أمام فلسطين، فسقطوا في فخ التمريرات الخاطئة. أما في الشق الثاني، فإن لاعبي بنغلادش لا يتمتعون بقاماتٍ طويلة أو بنية جسدية قوية، ما يعطي الأفضلية في الكرات الهوائية للاعبين اللبنانيين الذين يتمتع الكثير منهم بالطول ويتميّزون بالكرات الرأسية.
من هنا، كان التركيز في الحصة التدريبية الأخيرة على ملعب "باشوندارا كينغز أرينا" في العاصمة البنغالية داكا، على الركنيات والكرات الثابتة، وكيفية التحرّك والاستفادة منها.

أفكار هجومية مختلفة
لكن هذا ليس كل شيء، إذ لاكتساب الثقة وفرض الشخصية على الخصم المتوقّع أن يحظى بتشجيع جمهورٍ حاشد، على اللاعبين اللبنانيين الاحتفاظ بالكرة قدر الإمكان، ونسج هجماتهم على نسق تلك التي رسمها الأستراليون عند فوزهم على بنغلادش بسباعية نظيفة، حيث عملوا على ضرب الخصم عند طرفَي الملعب في أغلب الأحيان مستفيدين من فعالية لاعبيهم الموجودين في قلب المنطقة لمتابعة الكرات العرضية.
طرفا الملعب هما أكثر من شغلا تفكير يورسيفيتش طوال الأيام الماضية التي أعقبت المباراة أمام فلسطين، وذلك لناحية كيفية تفعيلهما بشكلٍ أفضل، إضافةً الى الغياب القسري للجناح الأيمن حسن "سوني" سعد الذي اضطر للسفر من الإمارات مباشرةً الى الولايات المتحدة لكي يكون الى جانب زوجته التي تضع مولودتهما الأولى.
لبنان بأفكارٍ هجومية جديدة ضد بنغلادش لمحو التعادل السلبي أمام فلسطين


بطبيعة الحال، بدا جليّاً أن الكرواتي يصبو الى إطلاق هجومه منذ البداية عبر منح دورٍ متقدّم للاعبَين اثنين في خط الوسط، وذلك في موازاة الذهاب نحو أفكارٍ جديدة عند طرفَي الملعب والطلب من الظهيرين المواكبة بشكلٍ أكبر لخلق خياراتٍ وفرصٍ اكثر.
وبالفعل، لدى يورسيفيتش أسماء عديدة يمكن أن تخدم خطته، وأحدها سأل عنه كثيرون من الصحافيين الذين احتشدوا بأعدادٍ لافتة لمتابعة التمارين ومواكبة المؤتمر الصحافي. وهنا الحديث عن مهاجم الصفاء محمد قدوح الذي قضى ثلاثة أشهر معاراً من العهد الى النادي الذي سيستضيف ملعبه المباراة وهو باشوندارا كينغز في موسم 2019-2020 حيث ساهم وقتذاك في فوزه بمسابقة كأس الاتحاد المحلية.

يورسيفيتش واثق ومتفائل
وأشار يورسيفيتش في المؤتمر الصحافي الى أن الرحلة كانت غير سهلة الى بنغلادش ،"لكن اللاعبين يعلمون بأن الشعب اللبناني ينتظر منهم تحقيق نتيجة إيجابية، وأنا أشعر بالإصرار لديهم لتسجيل انتصارٍ أوّل في هذه التصفيات". وختم: "استناداً الى الإمكانات التي يتمتع بها عناصر المنتخب اللبناني وثقتي بهم، أنا متفائل بشأن مباراة الغد، وأرشّح منتخبي للفوز".
بدوره، قال القائد الثاني في المنتخب محمد حيدر: "التركيز كبير على هذه المباراة من قبل اللاعبين لأنها ستشكّل انطلاقة حقيقية لمشوارنا في التصفيات. نحن نعلم ما ينتظرنا، وخصمنا ليس بالسهل لأنه يقاتل طوال مدة المباراة، وهو يلعب على أرضه وبين جمهوره، ما يعطيه دافعاً كبيراً".
وتابع: "لا يمكن أن نأخذ المباراة أمام أستراليا معياراً لتقييم أداء بنغلادش لأننا نعرف أن الأول هو أقوى فرق المجموعة وسيعاني الجميع أمامه، لذا علينا ألّا نفقد التركيز في أيّ لحظة لنحصل على النقاط الثلاث".