تأهّلَ المنتخب الإيطالي لكرة القدم إلى بطولة «اليورو»، متجنّباً بتعادله السلبي الأخير أمام أوكرانيا خوض ملحق التصفيات. مدرب «الآتزوري»، لوتشيانو سباليتي، حقّق المطلوب في أولى مهامه على رأس الإدارة الفنية، لينضم بذلك إلى أربعة مديرين فنيين إيطاليين أنجزوا المهمة نفسها مع منتخبات أخرى.20 % من مدربي يورو 2024 هم إيطاليون (رقم قياسي). إلى جانب سباليتي، من المنتظر أن تشهد البطولة استمرار المدرب الإيطالي دومينيكو تيديسكو رفقة منتخب بلجيكا، كما فينتشينزو مونتيلا مع تركيا، ماركو روسي رفقة هنغاريا وفرانسيسكو كالزونا، الذي كان مساعداً لسباليتي في نابولي موسم 2021-2022، مع سلوفاكيا.
هو إنجاز نوعي يترافق مع صحوة تدريجية للكرة الإيطالية عموماً. فالمنتخب الغائب عن كأس العالم في نسختيه الماضيتين يعود شيئاً فشيئاً إلى الواجهة، كما أن تحسّن الأندية الإيطالية محلياً وأوروبياً أرجَع بعضاً من وهج «الكالتشيو»، الذي كان أكثر الدوريات مشاهدةً في حقبة التسعينيات.
(أ ف ب )

وفي وجه المتغيرات التي عصفت بالكرة الإيطالية، يبقى الثابت واحداً: جودة المدربين الإيطاليين الذين يتألّقون مع المنتخبات والفرق على حدّ سواء.
يتميز المدرّبون الإيطاليون عن نظرائهم في عالم كرة القدم. التوازن بين الدهاء التكتيكي والعاطفة تجاه اللعبة يجعلهم فوق الجميع. هم الأفضل في تحريك الأحجار على الرقعة الخضراء، وفي كثيرٍ من الأحيان، هم من ابتكروا الخطوات اللازمة لتحريكها.
على سبيل المثال، استفاد المدرب الأفضل عالمياً في الوقت الحالي تبعاً للنقاد، بيب غوارديولا، من أسلوب المدرب الإيطالي أريغو ساكي، الذي تميّز في أواخر التسعينيات بأسلوب الضغط العالي رفقة ميلان. هذا الأسلوب شكّل العمود الفقري لنهج غوارديولا مع برشلونة، ثم بايرن ميونخ ومانشستر سيتي.
20% من مدربي يورو 2024 هم إيطاليون (رقم قياسي)


ساكي الذي أرعب أوروبا في السابق، أثّر في العديد من المدربين الإيطاليين أيضاً، إن كان بإشرافه عليهم بصفتهم لاعبين أو بإعطائهم إرشادات في بداية مسيرتهم التدريبية. يبرز من هذه القائمة المدرب كارلو أنشيلوتي، صاحب الإنجازات الضخمة مع فرق مختلفة في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى «التقليدية».
من جهته، استفاد المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي من أفضل التكتيكيين الإيطاليين في العصر الحديث، مارتشيلو ليبي وأنشيلوتي، ما جعله يحصد الذهب رفقة يوفنتوس، تشيلسي وإنتر ميلانو.
ومن المدربين الإيطاليين البارزين، استعاد ماسيمليانو أليغري شيئاً من بريقه بالمنافسة هذا الموسم على لقب الدوري الإيطالي مع يوفنتوس، فيما لا يزال الإيطالي الآخر ماوريتسيو ساري ينتظر فرصة جديدة ربما لتحقيق نجاحات تضاهي تلك التي حقّقها مع نابولي، تشيلسي ويوفنتوس...

(أ ف ب )

هؤلاء المدربون الإيطاليون وغيرهم أجبروا النقاد على تصنيفهم بين كبار المديرين الفنيين العالميين على امتداد المواسم، وتمكّنوا من رفع اسم إيطاليا في وقتٍ سقط فيه الدوري والمنتخب.
الإنجازات المتكررة جعلتهم علامةً فارقة للبلاد، تماماً كما البيتزا والأوبرا.
لذلك سوف تكون الأعين مُصوّبة على أداء المدربين الإيطاليين الخمسة في بطولة يورو المقبلة، وسط أماني الوسط الإيطالي بأن يعانق الذهبَ واحدٌ منهم فقط: لوتشيانو سباليتي مع الآتزوري.