يعاني فريق مانشستر سيتي الأمرّين أخيراً. نتائج متخبّطة أدخلت حامل لقب الدوري في دوامة الشكوك، بعد أشهر قليلة من تصدّره منصات الألقاب.في الموسم الماضي، ضرب «إعصار» مانشستر سيتي محلياً وأوروبياً. فاز الفريق تحت قيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا بلقب الدوري للمرة الثالثة توالياً والخامسة بالمجمل ضمن آخر 6 مواسم، كما حقّق لقب كأس الاتحاد الإنكليزي قبل أن يُرفقهما بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي.
أراد غوارديولا البناء على هذا الإنجاز للموسم الحالي، محذّراً لاعبيه في الوقت نفسه من الانعكاس السلبي للثلاثية على الحافز. ومع ذلك، يبدو أن مخاوف غوارديولا بدأت تتحقّق.
فبعد مرور 15 جولة من عمر الدوري، يحتل مانشستر سيتي المركز الرابع مبتعداً عن المتصدّر آرسنال بـ6 نقاط. ولم يفز «السيتيزينز» في آخر 4 جولات من «بريميرليغ» حيث حقّق 3 تعادلات وهزيمة، كأطول فترة للفريق مع غوارديولا دون انتصارات. يترافق الأمر مع خروج السيتي من كأس رابطة الأندية الإنكليزية على يد نيوكاسل، ما يزيد الوضع سوءاً.
التخبّط المحلي يؤكد أن الفريق ليس بخير. بعيداً عن العامل النفسي، تلعب الإصابات وسوء إدارة الانتقالات دوراً بارزاً في تراجع السيتي، حيث حال غياب بعض اللاعبين وانتقال آخرين دون استمرار توازن المنظومة، خاصةً في خط الوسط.
أبرز الغائبين بداعي الإصابة هو كيفن دي بروين، قائد الفريق وقلبه النابض. يُعد البلجيكي صلة الوصل الرئيسية في مانشستر سيتي بين الهجوم والدفاع، وكان عاملاً أساسياً في نجاحات الفريق ضمن تاريخه الحديث. الإصابة في الدقائق العشرين الأولى من المباراة الافتتاحية أمام بيرنلي في أوتار الركبة أبعدت دي بروين عن الملاعب وأثّرت سلباً على المنظومة تباعاً. ومن اللاعبين المصابين أيضاً، يبرز المدافع الإنكليزي جون ستونز الذي غاب عن الشهرين الأوليْن من الموسم، بعد أن كان «جوكر» في تشكيلة غوارديولا على الصعيد الدفاعي أو حتى في خط الوسط. إضافةً إلى ذلك، أدّى غياب رودري بداعي الإيقاف عن العديد من المباريات إلى تشتّت المنظومة أيضاً، دون إغفال تراجع مستوى بعض اللاعبين، على رأسهم الحارس إديرسون.
سوء إدارة غوارديولا للانتقالات الصيفية ساهمت في التخبط الحاصل أيضاً. فبعد رحيل الألماني إلكاي غوندوغان إلى برشلونة، أصبحت هناك فجوة هائلة في وسط السيتي لم يتم سدّها رغم استقدام لاعبي الوسط الكرواتي ماتيو كوفاسيتش والبرتغالي ماتيوس نونيس.
قد يكون الأمر بمثابة تراجع بسيط، لكنّ المؤشرات الحاصِلة لا يمكن تجاوزها، خاصةً مع دخول الفريق في مرحلةٍ حاسمة تُلعب فيها 3 مباريات أسبوعياً. سوف يُمثّل سوق الانتقالات الشتوي حلاً بالنسبة إلى غوارديولا، أملاً بإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وفي أسرع وقت ممكن.