وسطَ زحمة عناوين بطولة كأس آسيا 2023 المقامة في قطر (من 12 يناير/ كانون الثاني الجاري إلى 10 فبراير المقبل)، تبقى فلسطين العنوان الأبرز. يشارك الفدائي للمرة الثالثة في المسابقة، بعد نسختَي أستراليا 2015 والإمارات 2019. عينه على الظهور المُشرّف وقلبه في فلسطين، حيث يستمر العدوان الإسرائيلي الغاشم.
يخوض «الفدائي» منافسات البطولة عبر المجموعة الثالثة، على أن يواجه المنتخب الإيراني، حامل اللقب ثلاث مرات، ضمن المباراة الافتتاحية في 14 الشهر الجاري (19:30 بتوقيت بيروت)، ثم منتخبَي الإمارات وهونغ كونغ.
ورغم صعوبة وجود المشجعين الفلسطينيين على المدرجات، من المرتقب أن يشهد «الفدائي» أكبر مساندة جماهيرية خلال كأس آسيا، تحاكي تلك التي نالها في نهائيات كأس العالم الأخيرة عبر الجاليات العربية تحديداً، التي رفعت أعلام فلسطين على المدرجات، حتى ولو أن المنتخب الفلسطيني غير مشارك. مع ذلك، لن يكون الأمر كافياً بالضرورة لحصد اللقب. فالمنتخب الذي لم يفز بالبطولة الآسيوية سابقاً، يعاني الأمرّين خلال النسخة الحالية إثر حؤول الحرب دون التحضير البدني والنفسي اللازمين.
يدخل اللاعبون المسابقة وهم فاقدون عدداً من أحبّائهم إثر القصف المستمر على الأراضي المحاصرة، والتي تحوّل جزء كبير منها إلى رماد، بما في ذلك الملاعب.

(أ ف ب)

الجيش الغاصب استهدف المنشآت الرياضية مراراً، وجعل من ملعب اليرموك في قطاع غزة مركزاً للاعتقال والتنكيل. وفي ظل كثرة الوفيات، تم استخدام المنشآت الرياضية نفسها قبوراً مؤقتة لبعض الشهداء، ما يلخص الصورة الصعبة.
مع ذلك، يصمم اللاعبون على إعطاء كل شيء خلال البطولة. الهدف الأساسي للفدائي هو «التأهل للأدوار المتقدمة في كأس آسيا وإظهار صورة تشرّف كرة القدم الفلسطينية»، تبعاً لمدرب المنتخب، التونسي مكرم دبوب، الذي شدّد في تصريحات قبل الاستحقاق على أن «رفع العلم الفلسطيني في المحافل الدولية أو المسابقات القارية هو تأكيد على الهوية الفلسطينية وعلى أنّ في أرض فلسطين شعباً يستحق الحرية وحياة أفضل». وأكّد المدرب أن «اللاعبين يتابعون الأخبار قبل التدريب وبعده وفي الحافلة وفي الفندق. هم في حالة قلق مستمر ويفكرون في عائلاتهم»، لكن ذلك سيشكل حافزاً إضافياً لتقديم أفضل أداء ممكن.
من المرتقب أن يشهد «الفدائي» أكبر مساندة جماهيرية خلال كأس آسيا


وأنهى المنتخب الفلسطيني الاثنين معسكره التدريبي الذي أقامه في مدينة أبها السعودية، والذي استمر على مدار 10 أيام، قبل أن ينتقل الى العاصمة القطرية الدوحة. خلال المعسكر، التحق بالبعثة الفلسطينية حارس المرمى الأساسي رامي حمادة، والمهاجم علاء الدين حسن.
وكان المنتخب الفلسطيني قد أقام معسكراً تدريبياً في الجزائر أيضاً خلال الشهر الماضي، تخلّله إجراء مباراتين، حيث تعادل مع الأولمبي الجزائري بهدف لمثله، وفاز على فريق اتحاد عنابة بثلاثة أهداف لهدفين، بتشكيلة من اللاعبين المحليين الفلسطينيين.