انتهت النسخة الأجمل لبطولة كأس آسيا لكرة القدم التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة على مدى ثلاثين يوماً، شهد معه الجمهور العربي والآسيوي نسخة مصغّرة عن كأس العالم حيث أقيمت المباريات على الملاعب المونديالية. النسخة الثامنة عشرة من البطولة حملت معها كل ما يحبه عشاق اللعبة من إثارة ومنافسة عالية ومفاجآت وحتى أرقام. أرقامٌ سٌجلت للمرة الأولى فكان الحضور الجماهيري العلامة الفارقة. أمرٌ بدت ملامحه مع نهاية الدور الأول، واليوم وبعد ختام المباراة الواحدة والخمسين في المسابقة والتي توجت قطر بطلة لآسيا للمرة الثانية على التوالي لتتساوى بعدد الألقاب مع كوريا الجنوبية خلف السعودية وإيران بثلاثة ألقاب لكل منهما في حين تتربع اليابان على العرش مع أربع كؤوس آسيوية.على الصعيد الجماهيري كانت نسخة قطر تتحدى نسخة الصين عام 2004 والتي تحمل الرقم القياسي جماهيرياً. لكن مع وجود الملاعب المونديالية ذات السعة العالية لبعضها، إضافة إلى الطابع الجغرافي للدوحة وقرب المسافات وسهولة التنقّل لم تستطع الصين الصمود في وجه قطر. أرقام الاتحاد الآسيوي الرسمية أشارت إلى أن الحضور الجماهيري تخطى المليون ونصف المليون مشاهد مقابل 1.04 مليون مشاهد عام 2004. الرقم الأعلى كان في اللقاء النهائي مع حضور 86,492 مشجع كاسراً رقم المباراة الافتتاحية بين قطر ولبنان الذي تخطى الـ82 ألف مشجع. لا ينحصر الأمر بالعدد الإجمالي للحضور الجماهيري، فاللافت أن بطولة آسيا في قطر شهدت إشغالاً جماهيرياً للمدرجات في الملاعب بنسبة 73% كمعدل عام في جميع المباريات في جميع الملاعب ليتفوق هذا الرقم على رقم نسخة الصين 2004 بنسبة 13%.
(طلال سلمان)

وإذا كان رقم مليون ونصف المليون مشاهد كبيرٌ جداً، فإن رقم التفاعلات على مواقع الاتحاد الآسيوي الرقمية مهول. فقد أعلن الاتحاد الآسيوي عن تخطي عدد التفاعلات الخمسة مليارات ونصف المليار تفاعل. أي إن 5.5 بلايين شخص تفاعلوا على مدى الأيام الثلاثين للبطولة.
البطولة أيضاً كسرت رقم عدد المنتخبات التي تتأهل إلى الدور 16 للمرة الأولى، إذ بلغ العدد أربعة منتخبات وهي سوريا وفلسطين وطاجيكستان وإندونيسيا، وهو أمر يحصل للمرة الأولى منذ اعتماد نظام المجموعات في نسخة عام 1972. منتخب الأردن أيضاً سجّل أمراً يحصل للمرة الأولى معه وهو الوصول إلى النهائي، أما منتخب طاجيكستان فأصبح ثاني منتخب يتأهل إلى الدور 16 من المشاركة الأولى له في البطولة بعد أستراليا عام 2007.