تغلّب العهد على الظروف الصعبة جداً التي تعيشها كرة القدم اللبنانية بجميع أطيافها: اتحاداً وأندية ولاعبين وإعلاماً وجمهوراً، وتأهّل إلى نهائي منطقة غرب آسيا (نصف نهائي المسابقة) لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. تأهّل العهد بطل لبنان وممثله في البطولة الآسيوية على حساب نادي الكهرباء العراقي بعد فوزه عليه بركلات الترجيح 4-2 بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة 1-0 لمصلحة العهد، وذهاب اللقاء إلى شوطين إضافيين كون مباراة الذهاب انتهت 1-0 لمصلحة الكهرباء.لا يمكن التعاطي مع تأهّل العهد بشكل عادي. فبالشكل، قد يكون أمراً طبيعياً لبطل المسابقة عام 2019 أن يفوز على الفريق العراقي. لكن بالمضمون، فإنّ عهد 2024 مختلف عن عهد 2019 على صعيد الظروف المرافقة. فهو آتٍ من واقع صعب في ظل إهمال الدولة وإدارة ظهرها لكرة القدم اللبنانية التي لا تطالب بشيء سوى بمنحها فرصة تأهيل الملاعب عبر الاتحاد اللبناني المدعوم من الاتحاد الدولي «فيفا». لا تطالب سوى بقرار أو ورقة أو استثناء يسمح لعدة أطراف بتأهيل الملاعب وإعادة الحياة الكروية الصحيحة إلى لبنان.
العهد تأهّل رغم خوضه جميع مبارياته خارج أرضه ودون جمهوره. تأهّل على حساب مستضيف لعب في ملعب (في البصرة) يعدّ من الملاعب المميزة في المنطقة وأمام جمهور كبير آزره ودعمه في مواجهة فريق يقاتل وحيداً من دون أرض ولا جمهور.
كان حارس العهد مصطفى مطر بطل ركلات الترجيح تصدّياً وتسجيلاً


رغم كل ذلك، نجح العهد في تخطّي عقبة خصمه العراقي، فحضرت العدالة الكروية في اللقاء بعدما غابت في مباراة الذهاب، كون العهد كان الطرف الأفضل في اللقاءين واستحق الفوز بالرغم من الغيابات والإصابات.
فوز العهد جاء متأخراً بهدف الاسكتلندي لي إروين برأسية رائعة في الدقيقة 85 قلبت الأمور وأخذت المباراة إلى شوطين إضافيين لم يشهدا أهدافاً لتكون ركلات الترجيح هي الفيصل.
ابتسمت ركلات الترجيح للعهد، رغم البداية السيئة مع إضاعة كريم درويش الركلة الأولى. لكن تسديدة العراقي عبد الله عبد الأمير خارج المرمى أعادت الأمور إلى نقطة الصفر، فكان مصطفى مطر حاضراً بالتصدّي لركلة محمود خليل بعدما سجّل للعهد محمد حيدر وفيليكس ملكي وحسين الزين، مقابل تسجيل مهيمن سالم وزاهر ميداني للكهرباء العراقي.
ويمكن القول إن الحارس مطر كان بطل ركلات الترجيح، إذ لم يكتفِ بالتصدّي لتسديدة العراقي محمود خليل بل نفّذ الركلة الأخيرة للعهد وسجل منها هدف التأهّل إلى نهائي المنطقة الغربية لمواجهة فريق النهضة العُماني، الذي تأهل على حساب الرفاع البحريني بعد فوزه عليه 3-1 في إياب نصف النهائي الثاني.