هذه التفاصيل تتطابق مع ما صرّح به السفير المناوب لفلسطين في الجامعة، مهند العكلوك، إذ نقلت عنه وكالة «رويترز» أنه «كان هناك إصرار من جانبنا على نقطة واحدة فقط: إدانة الخروج على مبادرة السلام العربية»، مضيفاً: «سعوا جاهدين على مدى ساعتين من النقاش ليسقطوا هذه النقطة. (المالكي) رفض إسقاطها وقال: عندكم حلّان؛ إما تعليق الاجتماع لساعات أو أيام حتى نتوافق عليها، وإما أن تسقطوا البند من جدول الأعمال. وعندما رفضوا التعليق سقط البند من جدول الأعمال». ووفق المصادر التي تحدّثت إلى «الأخبار»، «تمّ الاتفاق خلال الاجتماع على منع إلقاء كلمات الوزراء الـ18 بدعوى الحرص على الوقت، لكن الهدف فعلياً كان تفادي سماع المواقف المختلفة». وهو ما برّره الأمين العام المساعد للجامعة، حسام زكي، بقوله في مؤتمر أمس: «الموضوع المشار إليه الخاص بالتطور المتعلق بالبيان المشترك للولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل... كان موضع حديث جادّ وشامل، والجانب الفلسطيني قدّم مشروع قرار حصلت عليه بعض التعديلات وتعديلات مقابلة»، مضيفاً: «الجانب الفلسطيني فضّل ألا يخرج القرار منقوصاً من المفاهيم التي حدّدها، وبذلك لم يصدر قرار في هذا الموضوع تحديداً».
وقفت كلّ من تونس والعراق ولبنان والجزائر على الحياد
ونقلت مصادر أخرى أن الأطراف الذين أيّدوا النص الفلسطيني هم الصومال وقطر وحكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبد ربه هادي منصور (الأخيران بسبب موقفهما السلبي من الإمارات)، فيما وقفت كلّ من تونس والعراق ولبنان والجزائر على الحياد ولم تتدخل في النقاشات. وبينما تَصدّرت مصر والأردن والإمارات التصدّي للمقترح، أبدت سلطنة عمان والبحرين والكويت والمغرب والسودان تعليقات سلبية بدورها. وسريعاً انطلقت حملة فلسطينية، من السلطة والفصائل، ضدّ ما حدث، إذ قال القيادي في «فتح»، وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، إن «الجامعة العربية تَمخّضت ولم تلد شيئاً. أشبعت الجميع في المنطقة والإقليم إدانات إلا إسرائيل». وأضاف في تغريدة على «تويتر»: «سقطوا إلا فلسطين بقيت كما كانت وستبقى سيدة نفسها وحامية لتاريخها... انتصر المال على الكرامة». كذلك، قال المتحدث باسم الأجهزة الأمنية في الضفة، عدنان الضميري، إن «الجامعة العربية تحتضر وغير قادرة على القرار بعد أن فقدت الفعل من تأسيسها، ونعرف أن القادم أسوأ، لكن المواجهة أصعب، والمؤكد فيها أن الفلسطيني الذي يقاتل وحيداً لن يموت وحيداً». أما «حماس»، فدانت موقف المجلس الوزاري للجامعة، قائلة في بيان أمس إن ذلك يؤكّد «تخلي الجامعة عن دورها وواجبها تجاه فلسطين وقضيتها عبر تبرير عقد اتفاقات مع العدو، بينما الاحتلال يتمادى في قمعه».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا