strong>«حزب الله» دولة ضمن الدولة ولديه فرصة ليكون الأقوى في لبنان
أعلن السفير الأميركي جيفري فيلتمان وجود خطوط حمر تحول دون اندلاع صراع أهلي واسع في لبنان، ورأى أن استبدال الحكومة الحالية سيحصل بشكل طبيعي وسلمي بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وقال فيلتمان في حديث إلى موقع «ليبانون فايلز» الإلكتروني إن القادة اللبنانيين اختاروا اللجوء إلى الطرق اللاعنفية والدستورية لتحقيق أهدافهم السياسية، مشيراً إلى أنه «حتى القوى التي تصر على احتلال وسط بيروت تدرك وجود بعض الخطوط الحمر وحدود الخطوات التي يمكن أن تتخذها لتحول دون إحداث صراع أهلي واسع».
وأشار إلى أنه «بحسب الدستور اللبناني، الحكومة الحالية تُعَدُّ مستقيلة عند تسلم رئيس جديد للجمهورية الحكم، لذلك يتراءى لنا أن استبدال الحكومة الحالية سيحصل بشكل طبيعي وسلمي وقريباً عندما ينتخب مجلس النواب رئيساً جديداً للجمهورية بحسب صلاحياته الدستورية».
ورداً على سؤال رأى فيلتمان «أن النية الحسنة اللبنانية لا تلاقي تجاوباً من السوريين، فعندما يتكلم اللبنانيون على ضرورة السيطرة على حدودهم، يرد السوريون بالتهديد بوقف التجارة البرية في لبنان»، متمنياً على سوريا «سحب دعمها للقواعد العسكرية الفلسطينية في قوسايا والناعمة وفي مناطق لبنانية أخرى فوراً والتعاون مع لبنان على ضبط حدودهما عملاً بروحية قرارات مجلس الأمن 1559 و1701، إذ إن الأمم المتحدة وثقت بأن المراقبة على الحدود اللبنانية ـــــ السورية غير كافية لمنع تهريب الأسلحة ودخول الإرهابيين إلى لبنان»، مشيراً إلى «أن الشعب اللبناني وحكومته يدركان المخاطر التي تشكلها هذه الحالة».
واتهم فيلتمان «حزب الله» بأنه «يتصرف حالياً كدولة ضمن الدولة» إلا أن لدى الحزب «الفرصة للانتقال من عنصر يضعِّف ويقوِّض الدولة، كما يفعل الآن، إلى عنصر مقوٍّ لها، ولو اعتمد على طرق شرعية، سياسية، اجتماعية ودستورية فقط، لبقي إحدى أقوى المنظمات السياسية في لبنان، إن لم يكن الأقوى»، قائلاً: «قد لا يعجبنا نحن الأميركيين هذا، لكنه أمر واقع». ورأى أن «حزب الله» يصر على المحافظة على نفوذ إرهابي دولي.
وأكد فيلتمان أن «دعم الولايات المتحدة للبنان قوي وطويل الأمد وغير قابل للمساومة»، مسلطاً الضوء على الدعم الدولي القوي الذي أظهره الدعم المالي غير المسبوق الذي قدم في باريس3 وقرارات مجلس الأمن. متمنياً على مختلف الأطراف معرفة أن علاقتهم بالولايات المتحدة ستختلف إذا حاولوا تقويض المؤسسات الديموقراطية والدستورية في لبنان. وأعلن أن الولايات المتحدة تنظر في أدوات قد تكون متوافرة لديها للحد من هذه المحاولات وللحد من العمل على إعادة النفوذ السوري إلى لبنان. معرباً عن تمنياته أن يساعد حوار سان كلو على خلق جو تصبح من خلاله قنوات الاتصال بين اللبنانيين مفتوحة وفعالة.
ورأى أن الاعتداءات على الكتيبة الإسبانية في اليونيفيل، وإطلاق صواريخ الكاتيوشا من لبنان على شمال فلسطين المحتلة «ما هي إلا منبهات خطيرة تذكر بالخطوات العديدة التي يجب اتباعها لتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 بشكل كامل، فالأسلحة غير الشرعية وأولئك الذين هم على استعداد لاستخدامها لا يزالون في المنطقة شمالي الليطاني، وهذا يشكل خطورة على لبنان وعلى المنطقة». وقال: «إن الجرائم والهجمات التي حصلت خلال السنوات الثلاث السابقة قد تكون ناجمة عن أطراف إقليمية تود أن تعمّم الفوضى والعنف في لبنان»، مشيراً إلى أن «أولئك الذين يحاولون زعزعة الاستقرار في لبنان قد يكونون الأشخاص أنفسهم الذين يحاولون زعزعة الاستقرار العراقي والفلسطيني».
إلى ذلك زار فيلتمان أمس كلاً من النائبين العماد ميشال عون وبطرس حرب.
(الأخبار)