برلين ــ غسان أبو حمد
تمارس الأمم المتحدة ضغوطاً على إسرائيل لمنعها من التحليق فوق الأراضي اللبنانية. واستناداً إلى معلومات صحيفة «دي فيلت»، فإن إسرائيل تسعى حالياً لدى الولايات المتحدة للبحث عن طريقة تقنية بديلة تمكنها من مراقبة الأجواء والأراضي اللبنانية.
ونقل مراسل الصحيفة في تل أبيب عن مصدر حكومي إسرائيلي «أننا لا نريد إحراج الحكومة اللبنانية ولا نسعى إلى الصدام مع الدول التي نزلت عند رغبتنا وأرسلت قواتها لحمايتنا». ويشير المصدر إلى بعض الوسائل العسكرية المتطورة التي بإمكانها تأمين مراقبة الأراضي اللبنانية بما يغني عن استخدام طلعات الطائرات فوق لبنان. ويطرح المصدر، على سبيل المثال: استخدام الصور التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية الأميركية للأراضي اللبنانية، أو اعتماد طائرات حربية تابعة لدولة ثالثة «محايدة» توافق عليها الحكومة اللبنانية. وأفاد المصدر بأن موضوع الطرق التي يمكن استخدامها لمراقبة لبنان عوضاً عن طلعات الطيران، تشكل عنواناً رئيسياً للمباحثات التي يجريها الرئيس الإسرائيلي إيهود أولمرت مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن اليوم.
وتشير الصحافة الألمانية إلى الإحراج الذي تعانيه إسرائيل نتيجة إعلان مجلس الأمن الجمعة الماضي أن الطلعات الإسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية تشكل خرقاً للقرار الدولي. وكان الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة إستيفان ديوريك قد أعلن: «القرار الدولي واضح... لقد أمرنا بوقف الطلعات الإسرائيلية فوق لبنان».
وتجدر الإشارة إلى أن الخلاف على مدى خرق إسرائيل للقرار الدولي يتفاعل منذ أسابيع، مع إعلان البحرية الألمانية المرابطة على الشواطئ اللبنانية خرق إسرائيل للقرار الدولي ثم تلتها القوات الفرنسية المرابطة في لبنان التي شاهدت تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية (أف ــ15) فوقها وكادت تطلق الصواريخ المضادة باتجاهها. ويلفت مراسل صحيفة «دي فيلت» في إسرائيل إلى التناقض في الموقف الرسمي الإسرائيلي، ويطرح السؤال: إذا كانت القوات الدولية حضرت إلى لبنان بموافقة إسرائيل ورغبتها، فلماذا الطلعات الجوية الحربية ذات الطابع الهجومي فوق القوات الدولية؟ ويضيف المراسل: الجانب الإسرائيلي نفى وجود الطلعات الحربية فوق القوات الدولية... إذا كان هذا النفي صحيحاً... فما هي مصلحة فرنسا وألمانيا بالكذب؟