في عام 1967، عند صدور كتابه الهامّ «مقدّمة للتاريخ المعاصر»، رأى المؤرّخ البريطاني، جيفري باراكلاو، أنه «مع بداية القرن العشرين، كانت القوى الأوروبية في أَوْجِ سطوتها في أفريقيا وآسيا. لم تكُن أيّ دولة قادرة على الصمود أمام التفوّق العسكري والتجاري الأوروبي. بعد مضيّ 60 عاماً، لم يبقَ من السيطرة الأوروبية سوى الأطلال (...) لم يشهد التاريخ الإنساني برمّته انقلاباً ثورياً بهذه السرعة». يأتي حلول الهند، العام الجاري، محلّ مستعمِرتها السابقة، بريطانيا، كخامس أكبر اقتصاد في العالم، ليؤكد المفاعيل الطويلة الأمد لـ«الانقلاب الثوري» الذي أشار إليه باراكلاو. لقد نجحت هذه الدولة - القارة، وحالها في ذلك حال الصين، بعد انتزاع استقلالها من الاستعمار، في التحوّل إلى لاعب إقليمي ودولي بارز على المستويَين الاقتصادي والسياسي، فيما تسعى عبر شبكات علاقاتها الواسعة وشراكاتها إلى تعزيز الموقع وتعظيمه.