القاهرة | بينما كانت المؤسسات الثقافية المصرية تخشى إصدار بيان تعلن فيه تضامنها مع قطاع غزة، أعلنت الشاعرة والروائية المصرية فاطمة قنديل عدم مشاركتها في «مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة (دي-كاف)»، بعد ضمّها إلى المشاركين فيه بعرض فني مستلهم من روايتها «أقفاص فارغة» (دار الكتب خان- 2021). موقف قنديل جاء احتجاجاً على الموقف الأوروبي من القصف الصهيوني لقطاع غزة، علماً أنّ المهرجان ينظمه «المعهد الفرنسي» و«المركز الثقافي النمساوي» في القاهرة. ويُعد الحدث من أكبر المهرجانات الدولية في الوطن العربي يهتم بالفنون الأدائية، وفنون الميديا الحديثة، إضافة إلى الأداء الموسيقي والمسرحي الحديث.وأكدت ابنة السويس، المدينة ذات التاريخ الطويل من النضال ضد الكيان الصهيوني، أنّ موقفها جاء ردّاً «على ما يفعله الاتحاد الأوروبي من دعم لجرائم إبادة الشعب الفلسطيني وجرائم الحروب في المنطقة». وكتبت صاحبة ديوان «أنا شاهد قبرك» (دار آفاق - 2009)، على فايسبوك أنّه كان مقرراً أن تشارك في المهرجان بعرض فني من إخراج هنري جول جوليان مستمدّ من روايتها «أقفاص فارغة»، إذ تقدّم أداء على المسرح للمرة الأولى في يومَي 4 و5 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. لكنّها أكدت على انسحابها من المهرجان، الذي انطلق في دورته الحادية عشرة يوم الخميس الماضي ويستمر حتى الخامس من الشهر المقبل.

(اليكس البدري ــ الاسكندرية)

وأوضحت: «لن أسمح لنفسي ولا لشعري أن يكونا ستاراً للاتحاد الأوروبي، الذي يدعم جرائم إبادة الشعب الفلسطيني، بل يدعم جرائم الحروب التي تُرتكب على أرضنا بدم بارد». ومن جانبها، حذفت إدارة المهرجان اللافتات الدعائية لعرض فاطمة قنديل، إلا أنها لم تحذف موعد الفاعلية من جدول المهرجان. وتعرف فاطمة قنديل في الوسط الثقافي المصري برفضها التام للتطبيع مع إسرائيل وخاضت تلاسناً في عام 2010 مع الشاعرة إيمان مرسال بعد موافقة الأخيرة على ترجمة أحد أعمالها إلى اللغة العبرية عن طريق دار نشر إسرائيلية.
وسبقت موقف فاطمة قنديل مواقف المؤسسات الثقافية الرسمية التي بدا أنّها تنتظر التعليمات الرسمية للتعامل مع المجازر الإسرائيلية، فلم تصدر وزارة الثقافة المصرية أو أي مؤسسة رسمية أخرى أي بيان تضامني أو شاجب للعدوان إلا أول من أمس، بعد إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحداد على ضحايا «مستشفى المعمداني». وأوردت وزارة الثقافة في بيان لها أنّها قررت تعليق أنشطتها لمدة ثلاثة أيام حداداً على أرواح الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني، وضحايا قصف «المستشفى الأهلي المعمداني» في قطاع غزة.
موقف هذه المؤسسات خلال الأيام الماضية كان مخجلاً، إذ غطّت في حالة صمت رغم تزايد الهجمات الصهيوني وعلى القطاع وارتفاع أعداد الشهداء المدنيين، حتى إنّ إعلان تأجيل «مهرجان الموسيقى العربية» الذي كان مقرراً أن تنظمه دار الأوبرا المصرية الأسبوع المقبل، جاء من دون الإشارة إلى ما يحدث من عدوان في غزة أو تضامناً مع الضحايا هناك. وجاء بيان وزارة الثقافة بتأجيل الدورة الثانية والثلاثين للمهرجان الذي كان مقرراً أن تنطلق من 24 تشرين الأول (أكتوبر) حتى الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) في دار الأوبرا، من دون أن توضح السبب. وكذلك فعلت عندما أعلنت عن تأجيل فعاليات الدورة الخامسة والأربعين من «مهرجان القاهرة السينمائي الدُولي» من دون الكشف عن السبب.