على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نحنُ لا نريد أن ننجرّ إلى حربٍ لا علاقة لنا بها. نحن نؤيّدُ الشعب الفلسطيني لكن «يصطفل» فيما يتعرّض له، ولبنان قدّم في خدمة القضيّة الفلسطينيّة أكثر من أيّ دولة أخرى (من مجازر في المخيّمات إلى إبادة بعضها إلى التضييق على الفلسطينيّين في حياتهم منذ النكبة). نحن نستطيع أن نخدم القضيّة عبر مندوبين من لبنان يجولون العالم ويقولون: أعطونا السلام مع إسرائيل وخذوا ما يُدهش العالم. لبنان محايد: أي ضدّ قتل جنود إسرائيل وهو أيضاً مع قتل مقاتلي المقاومة في فلسطين. أمّا عن الشعب الفلسطيني: فنحن عانينا الأمرّين من الجالية الإيرانيّة هنا، وهناك جالية إيرانيّة في غزة. يمكن لنا أن نقبل بصيغة خطاب البطريرك الماروني الذي توقّف عن الكلام اليومي بمجرّد أن بدأت نيران المدفعيّة والطائرات الإسرائيليّة إذ قال: «إننا ندين بشدّة حرب الإبادة والتدمير الدائرة بين إسرائيل والشعب الفلسطيني في غزة». وهذا الكلام هو زبدة الكلام لأنه يتطابق مع مبدأ الحياديّة: يقول البطريرك بصريح الكلام إنه (بالنيابة عن لبنان ومجده التليد) يُدين الطرفيْن: سلاح الجو الإسرائيلي وسلاح الجو الحمساوي الذي يُمعن تدميراً وحرقاً في فلسطين المحتلّة، تماماً مثل التدمير والحرق في غزة. وحماس، تماماً مثل إسرائيل، منعت المياه والكهرباء والغذاء عن شعب الكيان. هنا تبرز أهميّة الحياد وضرورة الأخذ بها كي نبدو موضوعيّين أمام الرجل الأبيض الذي نعبد. لبنان يتحرّش بإسرائيل كالعادة، ودائماً ما يتحرّش. تحرّش بها عندما قصفت لنا طائرة مدنيّة في عام 1950، ثم تحرّشنا بها يوم أحرقت أسطول طيران الشرق الأوسط في عام 1968، وتحرّشنا بها في عام 1982 عندما قرّر الجيش اللبناني، بناءً على قرار من الياس سركيس، أن يجتاح فلسطين المحتلّة كي يطرد الصهيونيّة عن أرض فلسطين. لبنان بده «السترة». قرار الحرب والسلم في يد فئة شيعيّة لا تمتّ إلى لبنان بصلة (هي منفصلة عن لبنان بحسب رأي أنطوان الدويهي، الذي لديه أصدقاء من الشيعة وفق ما أكّد في رسالة إلى الجريدة)، والجنوب ليس من لبنان.

0 تعليق

التعليقات