«المستقبل» في قلب التظاهرات لا يُغرّد خارج السرب. يرفع الى جانب مجموعات في الحراك شعار «كلن يعني كلّن»، وشعارات من نوع «إسقاط النظام الطائفي والحكومة». أي إسقاط الحريري؟ «لا». يقول عدد من كوادر التيار لأن «جمهورنا مقتنع تماماً بأن أي حكومة جديدة مهما كانت طبيعتها، سواء كانت سياسية أم تكنوقراطاً، سيترأسها الحريري نفسه». لكنّ لدى هؤلاء شعوراً بأن هناك ثأراً مع العهد عمره ثلاث سنوات يجب أن يؤخذ»، ويعتبرون أن «الحراك هو لمصلحتهم وأنسب توقيت لإضعاف التيار الوطني الحر وحزب الله»!
جمهور التيار في الساحات، كغيره من المجموعات، لا إدارة له ولا رأس. وهو غير منتمٍ الى مجموعة معينة، بل ينزل فرادى أو ضمن مجموعات من الأصدقاء. واللافت أن بين هؤلاء عدداً لا بأس به من الكوادر المعروفين ممن لا يزالون ضمن الإطار التنظيمي ويترددون إلى بيت الوسط. لكن مع الإقرار بأن الناس «ملّت من كل الطبقة السياسية، ولها الحق في التعبير بالطريقة التي تريدها سلمياً».
نزول «المستقبليين» تعبير عن الاعتراض على التسوية الرئاسية
حتى يوم أمس، كانت هناك ملاحظات كثيرة على أداء الحريري لا تُقال علناً. لكن نغمة استجدت تتعلق بموقع رئاسة الحكومة. من بينهم من يقول إن «الجميع انخرط في شعار كلن يعني كلن، ولم يكُن يعارض طلب إسقاط الحكومة خصوصاً أن حصة المستقبل فيها لا تتعدى الثلاثة وزراء». لكن بعد «الجو الذي خرج من بكركي بأن رئاسة الجمهورية خط أحمر، عاد المستقبليون في مكان ما ليلتفوا حول الحريري شخصياً»، من دون أن يعني ذلك خروجهم من الساحة أو انشقاقهم عن الحراك «ما دام ضمن الحدود».
هذا الواقع لا يُنسي جمهور التيار «أعداءه» ضمن البيئة الواحدة «ممن يحاولون ركوب موجة الحراك لإسقاط الحريري». ويتهم هؤلاء عدداً من الرؤساء والوزراء السابقين بالوقوف وراء استهداف رئيس الحكومة من خلال دعم صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لبث فيديوهات وأخبار تحريضية على الحريري «لرهانهم على تطورات يُمكن أن يتحولوا معها الى بدائل، لذلك يبدون أكثر المتحمسين للمشهد الحالي».