يستمرّ التوتر عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة في منطقة تلال كفرشوبا المحتلة. وفيما يتابع جيش العدو تنفيذ أشغال مختلفة، من تجريف ومدّ أسلاك شائكة وحفر خنادق، عند ما يُعرف بخط الانسحاب، زار وفد من تجمّع علماء المسلمين المنطقة، أمس، للتضامن مع الأهالي الذين تجمّعوا هناك في محاولة لمنع العدو من استكمال أعماله العدائية على أرضهم المحتلة. وخلال فعاليات عُقدت في المكان، تقدّم المتظاهرون اللبنانيون باتجاه خط الانسحاب حيث تتموضع دبابة ميركافا إسرائيلية، وعندما اقتربوا من الدبابة، أطلق العدو عدداً من قنابل الغاز لتفريقهم. ونجح الشبان اللبنانيون في تحطيم زجاج آلية عسكرية إسرائيلية كانت في المكان، بعد رشقها بالحجارة.في المقابل، انتشرت قوة من الجيش اللبناني مقابل جنود العدو وآلياته، واتّخذت مواقع قتالية عند الخط الفاصل بين الأراضي المحرّرة والمحتلة. فيما عملت القوات الدولية على الانتشار عند خط الانسحاب، وأجرت اتصالات لتهدئة الموقف ومنع أي تصعيد.
وعلى صعيد متصل، يبدي الإعلام الإسرائيلي اهتماماً متزايداً بالأحداث الجارية في الجنوب عند الحدود. وقد راقبت وسائل الإعلام العبرية الأحداث وحلّلت سياقها واحتمالات تطوّرها، وتوقّفت عند المشاهد التي انتشرت من المكان، خصوصاً صورة الجندي اللبناني الذي كان يصوّب قاذف «آر بي جي» باتجاه دبابة «ميركافا» إسرائيلية الجمعة الفائت.
ولفتت «القناة 12» الإسرائيلية إلى أن «الجنود اللبنانيين الذين صوّبوا قذيفة آر بي جي على قوات الجيش الإسرائيلي، لم يفعلوا ذلك للمرة الأولى، لكنّ الخرق الذي سُجل هناك كان من أعنف أحداث الخرق في الآونة الأخيرة، واستخدم الجيش الإسرائيلي إجراءات لتفريق المتظاهرين». ونقلت القناة عن ضابط في جيش العدو أن «قذيفة آر بي جي لن تخدش الدبابة حتى، والجندي اللبناني يعرف أنه إذا أطلق النار، فسيتبخّر في تلك اللحظة». ولكن، بحسب القناة، «الجيش الإسرائيلي يقول إن هناك تعاوناً بين الجيش اللبناني وحزب الله (…) وبالتالي قد يحدث وضع يقرّر فيه جندي لبناني، ولو بشكل مستقل، إطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي». وأشار شاي ليفي، معدّ التقرير، إلى أن «في المنطقة الحدودية مع لبنان، سُجّلت سلسلة من الأحداث أخيراً، مع نشاط لعناصر حزب الله في المنطقة الحدودية بهدف مضايقة قوات الجيش الإسرائيلي وتقويض يقظتهم، فضلاً عن جمع معلومات استخبارية يمكن استخدامها في المنطقة الحدودية مستقبلاً في هجمات مسلّحة»، مشيراً إلى «معركة بالكاميرات» تجري عند الحدود اللبنانية أخيراً، «حيث شوهد عناصر حزب الله يقتربون من السياج، ويصوّرون قوات الجيش الإسرائيلي، رغم قرار الأمم المتحدة الذي يمنعهم من التواجد في المنطقة الحدودية».