استؤنف الحوار بين الحكومة وممثّلي السكّان الأصليين أمس
استؤنف الحوار بين الحكومة وممثّلي السكّان الأصليين أمس
وأعلن إيسا، بدوره، أمام عشرات من أنصاره، أن «عملية الحوار وصلت إلى طريق مسدود راهناً، لكنّنا نُبقي الباب مفتوحاً. نريد السلام!». وبعد ساعاتٍ من تلك التطوّرات، أفلت رئيس البلاد، مساء أول من أمس، من خطر الإقالة، مع رفض البرلمان مذكّرة تُحمّله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، بسبب سوء إدارته للتظاهرات التي تشلّ الإكوادور. وحصلت هذه المذكّرة التي تَقدّم بها حزب الرئيس الاشتراكي السابق، رافاييل كوريا، على تأييد 80 صوتاً، فيما كان يحتاج تمريرها إلى 92 صوتاً، علماً أن المعارضة تتمتّع بالغالبية في البرلمان الذي يضمّ 137 نائباً، إلّا أنها منقسمة على نفسها.
وهذه ليست المرّة الأولى التي ينتفض فيها «كوني» في وجه السلطة؛ إذ كان قد لعب دوراً بارزاً في الانتفاضات التي أطاحت ثلاثة رؤساء إكوادوريين بين عامَي 1997 و2005. وعلى الرغم من أن الأزمة المعيشية في الإكوادور ليست وليدة اليوم، إلّا أن التضخّم الاقتصادي الذي سجّل معدّلات عالية جرّاء انتشار وباء «كوفيد - 19»، وما تبع ذلك من تعمُّق الفقر المزمن وعدم المساواة (أكثر من 32% من السكّان يكسبون أقلّ من ثلاثة دولارات في اليوم)، كلّ ذلك أضاف تحدّياتٍ هائلة على عاتق الحكومة اليمينية التي لم تحسن التصرّف إزاءها، الأمر الذي أدّى إلى انفجار الوضع بوجهها. وعلى رغم ما تَقدّم، ادّعى وزير الخارجية الإكوادوري، خوان كارلوس هولغوين، أن «الحكومة بذلت كلّ ما في وسعها لخدمة مواطنيها، بما في ذلك تطعيم ملايين الأشخاص ضدّ فيروس "كورونا" في فترة زمنية قصيرة»، مُدافعاً بأنه «في عام من الحُكم، من المستحيل تغيير المشاكل الهيكلية... حكومتنا في طريقها إلى تحقيق الرفاهية التي نحتاج إليها جميعاً».
وتُعتبر موجة التظاهرات الأخيرة الأكبر في البلاد منذ عام 2019، على رغم أن «ارتفاع أسعار النفط العالمية أفاد الإكوادور، لأن الوقود هو أحد صادراتها الرئيسة، لكن هذا لم يصل حتى الآن إلى مَن هم في أمسّ الحاجة إليه... عادةً عندما ترتفع أسعار النفط، نرى المزيد من الأموال في البلاد، ويزيد الاستثمار... لكننا لم نرَ ذلك مع هذه الحكومة»، بحسب ما تؤكّده «مجموعة الأزمات الدولية». ومع أن الحكومة أعلنت، أمس، معاودة التفاوض مع المحتجّين، إذ قالت على لسان وزير الشؤون الحكومية، فرانسيسكو خيمينيس، إنها «قبلت وساطة مجلس أساقفة الإكوادور لاستئناف الحوار في محاولة لإعادة السلام إلى الشعب الإكوادوري»، إلّا أن عالم الاجتماع والمحلّل، إنكاري كويي، يرى أن «الأمور ستطول»، موضحاً أن «طبيعة الاحتجاجات ونطاقها الواسع يشيران إلى أن البلاد قد تواجه فترة طويلة من الاضطرابات... يبدو أنه سيكون هناك تصعيد».