قد يكون إجراء قيادة جيش العدو ورشاً تهدف إلى صياغة خطط متعدّدة السنوات، أمراً تقليدياً في بعض أبعاده، إلّا أن القيام بهذه المهمة في ظلّ تحوّلات جوهرية طرأت على البيئات الاستراتيجية والعملياتية والداخلية على السواء، يحمّلها دلالات أبعد وأعمق. هذا ما ينطبق على إعلان الجيش الإسرائيلي، قبل أيام، عن ورشة لصياغة خطّة «معالوت» المتعدّدة السنوات، برئاسة رئيس الأركان هرتسي هليفي، وقيادة قسم التخطيط وبناء القوة المتعددة الأذرع، وبمشاركة أعضاء منتدى هيئة الأركان ومسؤولين كبار آخرين. وتتمحور الورشة، بحسب الناطق باسم الجيش، حول القضايا الرئيسة المرتبطة ببناء قوّة هذا الأخير وتفعيلها للسنوات الخمس أو العشر المقبلة، بما يشمل الردّ على التهديد الإيراني والتحدّي متعدّد الساحات، وإمكانات الأسلحة الدقيقة، وحماية الحدود، وتعزيز القوة في الفضاء، واستخدام التقنيات المتقدمة في ساحة المعركة والقوى البشرية. وتستمرّ هذه الورشة حتى نهاية الشهر الجاري، حيث سيقدّم رئيس أركان جيش العدو ملخّصاً حول التوجّهات الرئيسة لـ«خطّة معالوت»، والتي سيتمّ عرضها على المستوى السياسي في الكيان، على أن يبدأ تنفيذها العام المقبل.