النية التركية هي إقامة منطقة أمنية بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً في العراق
بدورها، اعتبرت صحيفة «يني شفق»، على ضوء مواقف إردوغان الجديدة، أن تركيا ستعمل على إستراتيجية جديدة تنهي بها خطر «حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق»، موضحةً أن الخطوة الأولى هي «الدفع بمقاتلي الحزب إلى ترك المناطق الجبلية إلى المناطق السهلية، ليسهل بالتالي حصارهم وتطهير مواقعهم؛ وأيضاً، قطع خطوط المواصلات بين مراكز الحزب والمناطق ذات التجمّعات السكانية، ثم العمل مع الجيش العراقي وقوات البشمركة للقيام بعمليات عسكرية ضدّ معاقل الحزب في جبال قنديل والسليمانية ومخمور وسنجار»، على أن يترافق ذلك مع عمليات «النقطة»، أي استهداف قادة الحزب وتصفيتهم بالمسيّرات التركية. وبيّنت الصحيفة أن الخطّة التركية لا تقتصر على الجانب العسكري، بل إن أنقرة تقوم باتصالات ديبلوماسية مع الولايات المتحدة وروسيا وحتى إيران، و«إذا فشلت هذه الجهود، تنتقل إلى الخيار العسكري المباشر».
وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى، قوله إن تركيا «لن تطبّق في سوريا النظام الذي تطبقه في العراق، وستتواصل مع الولايات المتحدة ومع روسيا في شأن الوضع في شمال سوريا. وإذا لم تسفر الاتصالات عن نتيجة، فإن تركيا ستكمل عملية نبع السلام من حيث وصلت إليه، وحيث لم يلتزم الأميركيون ولا الروس بتعهداتهم بتطهير مناطق شرق الفرات وغربه من المقاتلين الأكراد». وبحسب المسؤول، فإن أنقرة، بدءاً من عام 2019، وبفضل عمليات «المخلب»، أنهت تقريباً ضرب «قفل» «حزب العمال» على امتداد الحدود التركية - العراقية البالغة 370 كيلومتراً طولاً، والتي باتت تحت السيطرة التركية بالكامل. ومن بعد ذلك، وسّعت عملياتها تحت عنوان «المخلب - القفل» بدءاً من عام 2021، فدمّرت معسكرات الكردستاني في حاقورق وأواشين - باسيان والزاب وزنار ومتينا وحفتانين، وجعلت المغاور والأنفاق التي كان يستخدمها الأكراد غير صالحة للاستخدام، فيما أمكن الجيش التركي إبعاد خطر الإرهاب عن حدود البلاد بفضل القواعد العسكرية التي أنشأها في تلك المناطق.
وأضافت «يني شفق» أن 12 فرقة عسكرية تركية عملت في مناطق شمال العراق، ووصلت في عملياتها إلى أعماق متفاوتة بلغت أحياناً 56 كيلومتراً في منطقة دهوك، فيما أنشأ الجيش في المناطق التي «طهّرها»، قواعد عسكرية، فضلاً عن أنه ضرب خطوط الإمداد القادمة من سوريا إلى العراق، و«طهّر» المنطقة الممتدة من الحدود العراقية - السورية إلى القامشلي وصولاً إلى زاخو. ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة، وبسبب قطع خطوط الإمداد تلك، قامت بنقل الإمدادات إلى الأكراد في العراق جوّاً. وفي هذا الجانب، قالت «يني شفق» إن أنقرة تعوّل كثيراً على الزيارة التي بدأها، أول من أمس، وزير الخارجية التركي إلى واشنطن، من أجل بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، ولا سيما في ما خصّ الموقف من الدعم الأميركي لـ«حزب العمال الكردستاني» ومواضيع أخرى.